منوعات

المكملات الغذائية في الحمل: رفاهية أم ضرورة لصحة الجنين؟

 

إيمان طعيمه

في الماضي، كان يُعتقد أن تناول الطعام الصحي وحده يكفي لتلبية جميع احتياجات الجسم أثناء الحمل، لكن الواقع اليوم يشير إلى أن حتى النظام الغذائي المتوازن قد لا يضمن توفير كل العناصر الغذائية الضرورية للأم وجنينها، وذلك لعدة أسباب مهمة يوضحها د. عمرو حسن، أستاذ النساء والتوليد بالقصر العيني.

أولًا، فقدت التربة الزراعية وقيمتها الغذائية بسبب التلوث والاستخدام المفرط للمبيدات، مما أدى إلى انخفاض مستويات المعادن المهمة مثل الزنك والحديد والماغنسيوم في الخضروات والفاكهة، رغم مظهرها الطازج والجذاب، وهذا النقص البسيط يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبيرة تؤثر على نمو الجنين بشكل صحي.

ثانيًا، يتأثر الميكروبيوم أو البكتيريا النافعة في جسم الأم خلال فترة الحمل بسبب التوتر، استخدام المضادات الحيوية، وتناول الأطعمة المعلبة، وهذا يضعف قدرة الجسم على إنتاج بعض الفيتامينات المهمة مثل فيتامين B9 وفيتامين K ويسبب اضطرابات في الهضم، مما يقلل من مصادر التغذية الداخلية.

ثالثًا، الحمل هو حالة تتسم بزيادة الأكسدة الناتجة عن التلوث، قلة النوم، والجهد الزائد، مما يزيد من إنتاج الجذور الحرة التي تهاجم خلايا الأم والجنين. وهنا يأتي دور مضادات الأكسدة مثل فيتامين C، فيتامين E، الزنك، والسيلينيوم في حماية الجسم.

لذلك، لم تعد المكملات الغذائية ترفًا بل أصبحت ضرورة ضرورية في بعض الحالات، حيث تشكل خط الدفاع الأول ضد التشوهات الخلقية، نقص النمو، وضعف المناعة.

اقرأ أيضا|سرطان المبيض.. الوقاية ممكنة بخطوات بسيطة

ومن المكملات الأساسية في الحمل:

حمض الفوليك: يمنع تشوهات الجهاز العصبي للجنين.

الحديد: يحمي من فقر الدم وتأخر نمو الجنين.

أوميجا 3: ضروري لنمو المخ والعين.

فيتامين D: يعزز تكوين المناعة والعظام.

تبدأ برمجة الجنين من بداية الحمل وحتى عمر السنتين، حيث يؤثر كل نقص في العناصر الغذائية على صحة الطفل مدى الحياة.

لذا فأن المكملات ليست بديلاً عن الغذاء الصحي، لكنها دعم ذكي وأساسي يحمي صحة الأم ويبني مستقبل طفلها بشكل صحيح، ومن الضروري تناول هذه المكملات فقط بوصفة طبية، بناءً على التحاليل الطبية واحتياجات كل حالة على حدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى