لطفي لبيب.. رحيل صاحب الوجه الهادئ والروح العميقة

بهدوء يشبه ملامحه، غادر الفنان الكبير لطفي لبيب عالمنا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يُنسى لم يكن نجم شباك، لكنه كان نجم قلوب.. فنان من طراز نادر، جمع بين الحضور البسيط والأداء البليغ، فصا ركيزة في كل عمل شارك فيه، مهما كان حجمه أو نوعه.
ولد لطفي لبيب في صعيد مصر، وتخرج في معهد الفنون المسرحية، لكنه بدأ حياته المهنية متأخرًا، بعدما قضى سنوات في الخدمة العسكرية.
ورغم بدايته المتأخرة، إلا أن اسمه لمع بسرعة، فأصبح وجهًا مألوفًا وأبًا طيبًا في الدراما، وقائدًا حكيمًا في السينما، وركنًا أساسياً في الكوميديا الذكية.
في “اللي بالي بالك”، و”السفارة في العمارة”، و”صعيدي في الجامعة الأمريكية”، لم يكن لطفي مجرد ممثل مساعد، بل كان النكهة الخاصة التي تمنح العمل روحًا مختلفة. لم يسعَ إلى البطولة، لكنها جاءت إليه بهدوئه واحترافيته، وصدقه في كل مشهد.
كانت حياته مزيجًا من الفن والالتزام. حتى حين مرض وتراجع عن الأضواء، اختار أن يبتعد بصمت، دون صخب أو ضجيج، تمامًا كما عاش. وحين رحل، لم تبكِه الشاشة فقط، بل بكاه كل من عرفه أو عمل معه أو أحب طيبته خلف الكاميرا.
لطفي لبيب لم يمت.. فالكبار لا يرحلون، بل يتحولون إلى ذاكرة لا تنسى.
رحل الجسد، لكن ما زالت ملامحه وصوته الحنون وصورته المضيئة محفورة في قلب كل بيت مصري.
وداعًا أيها الفنان الطيب، صاحب الرسالة والحضور، والمحبوب في صمته وكلماته.