أشرف زكي.. الفنان الأب وعمود البيت الفني المصري

حنان الصاوي
في زمن تزداد فيه الصراعات والمنافسة داخل الوسط الفني، يظل الدكتور أشرف زكي حالة نادرة ومضيئة، ليس فقط كفنان أو نقيب للممثلين، بل كـ”أب” حقيقي لكل من يعمل في هذه الصناعة. قليلون هم من يجمعون بين الحزم والاحتواء، وبين المسؤولية والمشاعر الإنسانية، لكنه استطاع أن يكون ذلك كله في آنٍ واحد.
منذ توليه نقابة المهن التمثيلية، لم يتوانَ عن الدفاع عن أبناء المهنة، في القضايا الكبيرة قبل الصغيرة، متحملًا ضغوطًا هائلة، ومواقف صعبة، لا يواجهها إلا من يحمل قلبًا مؤمنًا برسالة الفن وقيمته. لم يعرف التمييز، ولم يترك فنانًا يواجه أزمة دون أن يكون أول الحاضرين.
في كواليس المهرجانات، وعند المستشفيات، وفي جنازات الفنانين وبيوتهم، كان دائمًا موجودًا. حتى خصومه لا يستطيعون إلا الاعتراف بأنه “ضهر” حقيقي للمهنة، لا ينام إلا مطمئنًا على حال الجميع، ولا يهدأ قبل أن تُحل الأزمات وتُرفع المظالم.
فنيًا، لم تغب ملامح أشرف زكي عن الدراما أو المسرح، لكنه وضع العمل النقابي في مقدمة أولوياته، مدركًا أن خدمة زملائه أعمق أثرًا من أي دور تمثيلي.
هو ليس فقط “نقيبًا” بالمعنى الإداري، بل “أبًا” يحمل هموم الجميع..
يعاتب بحب، ويواجه بحكمة، ويمنح من وقته وجهده ما لا يمنحه كثيرون من المسؤولين.
أشرف زكي، بما له وما عليه، سيظل نموذجًا لفنان يحمل قضية، وإنسان يعرف كيف يحمي أسرته الكبيرة التي اسمها: الوسط الفني.