مقالات

«فاطمة الهواري لا تصالح»… صرخة نسائية في قلب مهرجان إيزيس

فاطمة الهواري

 

في الليلة الثانية من فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، كان جمهور المسرح على موعد مع عرض مسرحي مميز حمل عنوان «فاطمة الهواري لا تصالح»، للمخرج والمؤلف الفلسطيني غنام غنام، والذي أعاد خلاله تأكيد التزامه الدائم بقضايا الإنسان والحرية والعدالة، من منظور نسائي عميق ومؤثر.

العرض، الذي قدم في قالب مونودرامي اعتمد على ممثلة واحدة على الخشبة، شكل حالة فنية وإنسانية استثنائية، حيث تماهت البطلة مع شخصية فاطمة، تلك المرأة التي ترفض المصالحة مع القهر، والخذلان، والاحتلال سواء كان احتلالًا للأرض أو للروح أو للكرامة.

نص يصرخ بالحق

كتب غنام غنام النص بأسلوب شاعري متوتر، يفيض بالغضب والحب والانكسار والتمرد، وجاءت اللغة محملة بالتاريخ والوجع والرفض، تعكس عمق الصراع بين الذاتي والسياسي، بين الذاكرة والحاضر، وبين ما يجب نسيانه وما لا يُنسى.

فاطمة الهواري، ليست فقط امرأة فلسطينية تنتمي لواقع مضطرب، بل هي كل امرأة ترفض الظلم وتصِر على رفع صوتها في مواجهة الصمت الجمعي، هي صورة رمزية لكل امرأة لم تنكسر رغم الفقد والانتهاك.

إخراج يحمل بصمة غنام غنام

جاد غنام غنام كمخرج في تطويع الفضاء المسرحي المحدود لخدمة الحالة الشعورية للنص، فكان التوظيف البصري للضوء والظل، واستخدام الفراغات الصامتة، جزءًا من السرد المسرحي الذي زاد من توتر اللحظة الدرامية، كما اعتمد على أداء ممثلته بشكل مباشر وحيوي، يلامس القلب دون وسائط.

رسالة تتجاوز الحدود

في مهرجان يهتم بمسرح المرأة، جاء عرض «فاطمة الهواري لا تصالح» ليكون نموذجًا على كيف يمكن لفن المسرح أن يُعبر عن هموم النساء في سياقات اجتماعية وسياسية مركبة، دون أن يقع في المباشرة أو الخطابة، بل بلغة الفن الرفيع.

العرض ترك أثرًا كبيرًا في نفوس الحاضرين، وجعل من فاطمة، شخصية خيالية، رمزًا حيًّا للكرامة والرفض والتمسك بالحقيقة، في زمن تتغير فيه المواقف وتُمسخ فيه القيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى