مهرجان القاهرة السينمائي يكرّم محمود عبد السميع بجائزة “الهرم الذهبي” لإنجاز العمر

في لفتة تقديرية لمسيرة فنية استثنائية، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن منح مدير التصوير القدير محمود عبد السميع جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وذلك خلال فعاليات دورته السادسة والأربعين التي تُقام في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، احتفاءً بإسهاماته الكبيرة التي أثرت السينما المصرية على مدار أكثر من نصف قرن.
الإعلان عن التكريم جاء خلال المؤتمر الصحفي الرسمي للمهرجان، الذي عقد ظهر اليوم، حيث عبّر القائمون على المهرجان عن اعتزازهم بتكريم واحد من أبرز الأسماء في مجال التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
بدأ محمود عبد السميع رحلته مع الصورة عام 1966، بعد حصوله على بكالوريوس التصوير الفوتوغرافي والسينمائي من كلية الفنون التطبيقية، وسرعان ما أصبح اسمًا بارزًا في عالم الأفلام الوثائقية، مشاركًا في تصوير أكثر من 200 فيلم، وتعاون خلالها مع نخبة من مخرجي السينما التسجيلية من مختلف الأجيال.
كان عبد السميع أول مصور سينمائي يدخل جبهات القتال أثناء حرب الاستنزاف في عام 1969، واستمر في توثيق لحظات فارقة حتى نصر أكتوبر 1973، في تجسيد نادر لعلاقة السينما بالواقع الوطني.
ولم تقتصر خبرته على السينما التسجيلية، بل كان له دور محوري في موجة الواقعية الجديدة، حيث شارك كمدير تصوير في أفلام مهمة مثل العوامة 70، الزمار، للحب قصة أخيرة، والصعاليك، ليضع بصمته البصرية المميزة على هذه الأعمال التي لا تزال حاضرة في ذاكرة السينما المصرية.
عرف عبد السميع بنشاطه الثقافي والفني، حيث يتولى رئاسة جمعية الفيلم ومهرجان جمعية الفيلم السنوي، كما مارس التدريس في مجال التصوير السينمائي لعقود طويلة، مما جعله مرجعًا ومعلّمًا لأجيال من السينمائيين.
امتدت تجربته إلى خارج حدود مصر، حيث شارك في مشروعات سينمائية في عدة دول مثل ألمانيا، النمسا، تونس، سوريا، السعودية، والعراق، وكان من أبرز المشاركين في حملة “سينمائيون بلا حدود” عام 1998، خلال زيارته إلى العراق.
ويأتي هذا التكريم في إطار حرص مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على تسليط الضوء على الرموز التي شكلت ملامح السينما العربية، حيث يُعد المهرجان الأعرق في المنطقة، والوحيد المصنف ضمن الفئة “A” من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) في باريس، منذ انطلاقه عام 1976 تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.