سينما

في ذكرى ميلاد ساحرة السيرك نعيمة عاكف.. نجمة صنعت المجد برقصة وضحكة

 

في مثل هذا اليوم، 7 أكتوبر، ولدت واحدة من أيقونات الفن الاستعراضي في مصر والعالم العربي، الفنانة متعددة المواهب نعيمة عاكف، التي جمعت بين التمثيل والغناء والرقص والليونة الجسدية في مزيج لم يتكرر.

نجمة بزغ نجمها من خيمة السيرك، وتربعت على عرش السينما في الأربعينيات والخمسينيات، لتصبح “بهلوانة الفن” التي سحرت الجمهور، وأبهرت النقاد، وبقيت صورتها خالدة في ذاكرة الفن المصري.

 من تحت خيمة السيرك إلى أضواء السينما

وُلدت نعيمة عاكف في طنطا عام 1929، داخل أسرة تعمل في السيرك الشعبي، وكان والدها مديرًا لفرقة سيرك عاكف الشهيرة. ورثت عن عائلتها حب الاستعراض والمرونة الجسدية منذ الطفولة، وبدأت تؤدي عروضًا بهلوانية وهي لم تتجاوز السادسة من عمرها.

لكن عقب إفلاس السيرك، انتقلت إلى القاهرة تبحث عن فرصة، فكانت بوابتها إلى الفن عبر المخرج أحمد كامل مرسي، ثم تبناها المنتج الكبير أنور وجدي، الذي منحها أولى بطولاتها السينمائية.

“لهاليبو”.. انطلاقة استثنائية

فيلم “لهاليبو” (1949) كان نقطة التحول الكبرى في مسيرة نعيمة عاكف، حيث دمج بين الرقص الأكروباتي والتمثيل والغناء في تجربة غير مسبوقة، جعلتها نجمة شباك وصاحبة جماهيرية جارفة.

واصلت بعده تقديم أفلام ناجحة مثل: بلدي وخفة وبابا عايز كده وفطومة وتمر حنة (أحد أشهر أدوارها وأغانيها)

و حسن ونعيمة  وبرزت في أداء أدوار الفتاة الشعبية بخفة ظل وقدرة بدنية نادرة.

نعيمة.. الصوت الذي لم يُسمع كثيرًا

رغم أن أغلب جمهورها يربطها بالاستعراض والتمثيل، فإن نعيمة عاكف كانت تمتلك صوتًا غنائيًا جميلاً، وقدمت عدة أغنيات ناجحة مثل: “تمرحنة” و “شال الحمام حط الحمام” و”يا جارحة القلب جرحي”

وقد تم تلحين أغانيها على يد كبار الملحنين أمثال رياض السنباطي، محمد فوزي، أحمد صدقي وغيرهم.

زواجها وحياتها الشخصية

تزوجت نعيمة عاكف مرتين، المرة الأولى من المنتج والمخرج أنور وجدي، الذي اكتشفها وقدمها للجمهور، لكن الزواج لم يستمر طويلًا.

ثم تزوجت من مدير التصوير صلاح عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد، وكان زواجها الثاني أكثر استقرارًا حتى وفاتها.

■ صراع مع المرض ورحيل مبكر

في أوج مجدها الفني، أصيبت نعيمة عاكف بمرض خبيث يقال إنه سرطان الأمعاء وبدأت رحلة صراع مؤلم مع العلاج، لكنها كانت تؤدي أعمالها حتى اللحظات الأخيرة.

رحلت في 23 أبريل 1966، وهي لم تتجاوز 37 عامًا، تاركة إرثًا فنيًا لا ينسى، ودمعة حقيقية في عين جمهورها، الذي لم يكن يعلم أن صاحبته كانت ترقص وتتألم في آنٍ واحد.

 التكريم بعد الرحيل

رغم قصر عمرها الفني، إلا أن نعيمة عاكف نالت مكانة استثنائية في تاريخ السينما العربية، وكرمتها الدولة بوضع اسمها على أحد شوارع حي العجوزة بالقاهرة، كما تم إدراج سيرتها ضمن رموز الفن الشعبي في المتاحف الفنية.

 كتب عنها النقاد:

“كانت نعيمة عاكف مدرسة فنية متكاملة.. لا تشبه أحدًا، ولا أحد يشبهها”.
— الناقد طارق الشناوي

“لو قُدّر لها أن تعيش أكثر، لكانت أسست أول مدرسة استعراضية في مصر”.
— الموسيقار حلمي بكر

في ذاكرة الجمهور أخر كلمات لـ نعيمة عاكف

“أنا برقص علشان أنسى الوجع”.. نعيمة عاكف في آخر حوار صحفي لها قبل وفاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى