“حديقة الهسبريدس”.. المرأة بين قيد التاريخ وشغف التحرر في مهرجان بغداد الدولي للمسرح

بالطبع، إليك إعادة
“حديقة الهسبريدس”.. المرأة بين قيد التاريخ وشغف التحرر في مهرجان بغداد الدولي للمسر
شهد مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في دورته السادسة، ندوة فكرية خصصت لمناقشة العرض الإسباني “حديقة الهسبريدس”، الذي يشارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. جاءت الندوة بحضور عدد من صنّاع العرض إلى جانب نخبة من النقاد والمسرحيين من داخل العراق وخارجه، ضمن سلسلة من الندوات التحليلية التي ترافق العروض المشاركة.
العمل المسرحي الإسباني أثار تفاعلاً واسعاً بين الحضور، إذ قُدّم برؤية إخراجية تعتمد على التعبير الجسدي والحركة، دون الاتكاء الكبير على الحوار، حيث أوضح مخرج العرض أن هدفه كان إيصال معاناة المرأة عبر العصور باستخدام لغة فنية عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية.
عُرضت المسرحية على خشبة مسرح الرشيد، مستعرضة رحلة المرأة الطويلة من عصور الاستعباد والنخاسة، التي وصفها النص بـ”وصمة العار التاريخية”، وصولاً إلى الحاضر، حيث ما تزال صور الظلم والقهر تتكرر وإن تغيرت أشكالها. استعان المخرج بخمس ممثلات ذوات قدرة بدنية عالية قدّمن مشاهد حركية مكثفة، عبّرن من خلالها عن الأعباء الاجتماعية والنفسية التي تتحملها النساء، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال حملهن لأكياس ثقيلة فوق ظهورهن كرمز للضغوط المجتمعية. وتميز العرض بلغته الشعرية البليغة، ومزجه بين الإسبانية واللهجة المغربية، مما أضفى عليه طابعاً ثقافياً متعدد الأبعاد.
المهرجان الذي يُقام هذا العام تحت شعار “بغداد عاصمة المسرح العربي”، ويُهدى إلى روح الفنان العراقي ميمون الخالدي، يُدار برئاسة الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين، ويشرف عليه فنياً المخرج حاتم عودة، ويضم 15 عرضاً مسرحياً من دول عربية وأجنبية، إلى جانب العروض العراقية.
ويتضمن برنامج المهرجان ندوات نقدية يومية، وورش عمل متخصصة في مجالات التمثيل والإخراج والارتجال، من بينها ورشة للفنان السوري فايز قزق، وماستر كلاس للمخرج التونسي الكبير الفاضل الجعايبي. كما يشهد المهرجان توقيع عدد من الإصدارات المسرحية الجديدة، إلى جانب نشرة يومية توثق فعاليات الحدث.
وتأتي هذه التظاهرة الثقافية تأكيداً لمكانة بغداد كمنارة للمسرح والفن في العالم العربي، واحتفاءً بالحركة المسرحية العراقية التي تواصل حضورها وتأثيرها محلياً ودولياً.