سامي الجمعان.. رائد المسرح السعودي الذي مزج بين الأكاديمية والإبداع

حنان الصاوي

يُعد الدكتور سامي عبداللطيف الجمعان واحدًا من أبرز أعمدة المسرح السعودي الحديث، وصوتًا مسرحيًا مميزًا جمع بين التنظير الأكاديمي والتجربة الإبداعية، مما جعله علامة فارقة في المشهد الثقافي المحلي والخليجي.

ينتمي الجمعان إلى محافظة الأحساء، إحدى أعرق المناطق السعودية في الإرث الثقافي والفني، وهناك بدأ رحلته المسرحية التي سرعان ما تجاوزت الحدود المحلية. حصل على أول جائزة تمثيل على مستوى الخليج العربي من مهرجان مسرح الشباب الخليجي في الشارقة عام 1987م (1407هـ)، لتكون تلك نقطة الانطلاق نحو مسيرة حافلة بالنجاحات.

باحث، مخرج، مؤلف.. ومؤثر
لم يكتفِ الجمعان بالتمثيل فقط، بل برز أيضًا في مجالي الإخراج وكتابة النص المسرحي، مستندًا إلى خلفية أكاديمية متينة، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في المسرح. هذه الدراسة المتعمقة جعلت منه مفكرًا مسرحيًا إلى جانب كونه فنانًا، قادرًا على تقديم أعمال تتسم بالعمق الفكري والجماليات الأدائية.

ومن أبرز أعماله النصية:
“ورقة التوت”، الذي فاز بجائزة مسابقة التأليف المسرحي التي أطلقها المسرح الوطني في اليوم العالمي للمسرح 2020م، بالإضافة إلى “القافلة تسير”، “حدث في مكة”، و*”موت المؤلف”*، وهي أعمال تميزت بالطرح الجريء واللغة المسرحية المكثفة.

حضور وطني ودولي لافت

مثّل الجمعان المملكة العربية السعودية في أكثر من 35 مهرجانًا دوليًا كمسرحي وباحث وشاعر، كما ترأس وشارك في لجان تحكيم محلية وعربية، مما جعله سفيرًا حقيقيًا للمسرح السعودي في الخارج.

كما تولى عدة مناصب ثقافية مهمة، منها:
– عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة.
– عضو هيئة تدريس بجامعة الملك فيصل.
– رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سابقًا.

تكريم وجوائز مستحقة
إلى جانب الجوائز الخليجية والعربية، حصد الجمعان جائزة المسرح والفنون الأدائية ضمن الجوائز الثقافية الوطنية لعام 2021م، وهو تكريم يعكس حجم تأثيره في تطوير المشهد المسرحي السعودي.

سامي الجمعان ليس مجرد فنان، بل مشروع مسرحي متكامل، يجمع بين الرؤية الفنية العميقة، والحضور الأكاديمي الوازن، والإيمان برسالة المسرح كأداة للتغيير والتنوير.